دخلت القصبة التصنيف العالمي لمنظمة اليونسكو سنة 1992.
تمثل القصبة المنطقة العلویة لمدينة الجزائر، تقع في الجھة الغربیة للساحل الجزائري المطل على البحر المتوسط، تماما بالقسم الجنوبي من المدينة العتيقة.
تمثل الزاوية التي تكون رأس المثلث الذي يحصر النسيج العمراني للمدينة حيث تشترك معها بـضلعين، الـضلع الـشمالي و الضلع الشرقي، تزيد مساحتها عن 09 آلاف متر مربع.
تظھر من البحر كأنھا ثوب أبیض على سفح جبل، تتمیز بتضاریسھا الوعرة و التي تتنوع ما بین تلال و ھضاب و إنحدارات حادة، لذلك فضل سكانھا الإستقرار بالمنطقة الساحلیة الضیقة.
شاع إطلاق إسم القصبة على مدینة الجزائر بين عامة الناس و حتى الأجانب، أما الحقيقة ما القصبة إلا جزء من المدينة تمثل المنطقة العلویة لها.
لمحة عامة عن القصبة
إذا كان الفن المعماري سـجلّ الأمـة و عنـوان رقيـها و تقدمهـا الحضاري لما يحمله من عناصر فنية و علوم دقيقة، تنم عن عبقريه الباني الذي تعدت أعماله المفهوم التقليـدي كحرفـة لتصل إلى درجة الإبداع.
فإن من أهم المعالم و المواقع التاريخية التي تحظى باهتمام الباحث و السائح "القلاع العـسكرية".
أو بعبارة أخرى"القصبات"، الإسم الذي يطلقه سكان المغرب العربي عليها باعتبارها منشآت دفاعية تجمع بين المنشآت العسكرية و المدنية و العمارة الدينية و المرافق ذات الخدمات العامة المشتركة.
قصبة الجزائر، أو القلعة التي إتخذت المدينة القديمة إسمها المستعار منه، تعتبر أكبر و أجمل العمائر التاريخية في الجزائر على الإطلاق.
بها العديد من الأقسام المتباينة و المختلفة، سواء مـن ناحية البناء و الإستعمال، أو من ناحية الزخارف و الأشكال و التناسق في ترتيب أقسام هذه القصبة من جهة ثانية.
تعتبر أيضا أهم موقع تاريخي، إرتبط إسمه بمجموعة من الأحداث السياسية و الإقتصادية و العسكرية كانت لها تأثيراتها على الأوضاع الداخلية، و علـى العلاقات السياسية الخارجية.
رغم هذه الأهمية التي إنفردت بها القصبة فإنها تعد من المباني غير المدروسة و المجهولة من طرف الباحث الأثري و المعماري.
وضعها الإستراتيجي، و إشرافها على بروج المدينة و الميناء، حرم على غير الحامية التي تقوم بحراستها الولوج إليها طيلة العهد العثماني بالجزائر، ثـم أن أهميتها العسكرية كثكنة ومقر لجنرالات الحملة الفرنسية زاد فـي عزلتها عن النسيج العمراني للمدينة، وبهذا بقيت من المعالم الأثريـة المجهولة و خاصة مـن الجانب الأثري، حيث أن عمليات البحث و التنقيب لـم تبدأ إلا سنـة 1978م.
التعريف اللغوي القصبة
القصبة لغة تعني"القلعة"و القصبة في الأصل هي القلعة التي بنيت في أعلى الجبل و ليست المدينة، و شبهت المدينة بالقلعة لأنها محصنة أمنيا، إذ أنها بنيت على ربوة على ارتفاع يزيد عن 100 متر مشرفة على البحر .
التطور التاريخي للقصبة
بنيت من طرف بنائين جزائريين بقرار عثماني فقد شرع في بنائها سنة 1516م في موقع قصبة بولوغين (950 م )، إكوزيوم الفينيقية ، و انتهى منها سنة 1591 م .
و القصبة التي بنيت آنذاك غير القصبة التي نعرفها اليوم، حيث تهدمت معظم المنازل الأصلية في زلزال 1716 م، و اتخذت منازلها بعد ذلك الشكل الذي نعرفه اليوم الملتصق المتراص فيما بينه.
أهمية القصبة
أحد المجموعات الحضرية في الجزائر و العالم و التي تبقى شاهدا حيا على فترة تواجد الأتراك بالجزائر، و قد صمّم مخططها ليكون ملائما للإنحدارات الطبيعية، فهي تظهر للعيان على شكل مثلث، بداخله بنايات ملتصقة من القمة حتى الأسفل (البحر) و تتخلل هاته المنازل طرق ضيقة و ملتوية مع وجود مبان ذات شرفات عثمانية الشكل من الجهة العليا للقصبة، و مبان بشرفات غربية الهندسة و التي بناها الفرنسيون في القصبة السفلى كواجهة للمدينة من جهة البحر، إذ تنقسم القصبة إلى قسمين:
الجبل:
أو المدينة العليا و تمتد على 18 هكتار من المساكن ذو نسيج عمراني عثماني.
لم يتغير كثيرا لأنه ٱستغل من طرف الجزائريين إبان الإحتلال الفرنسي و حتى بعد الإستقلال، و يضم أعلى نسبة من الكثافة السكانية في القصبة.
المدينة السفلى:
أو حي ذو نسيج قديم مهترء بعض الشيء فيما يخص المساكن التقليدية التي لا زالت مع بعض البنايات الأوروبية المحاطة بشوارع واسعة مُطلّة على البحر، أين سكنها حتى بدأ الأوربيون في القرن 20، و بعد الإستقلال عوضوا بسكان القصبة و الريفيون النازحون و البطالون، عرف منذ تأسيسه نشاطا إقتصاديا و تجاريا كبيرا سواءً في الفترة الإستعمارية أو الآن و هذا لقربه من الميناء.
إضافة لقصبة الميناء التي تحوي تجمعا سكنيا واحدا في حالة يرثى لها و مسجدين يشهدان على الحدود القديمة التي كانت تصل إلى البحر في الفترة العثمانية.
القصبة قبل الإحتلال الفرنسي
إن بناء قصبة الجزائر هو أول ما ٱهتم به "عروج" أثناء تواجده بالجزائر و التي بنيت في مكان القصبة البربرية، و قد صمّم بنائها لحماية المدينة، خاصة مع تزايد عدد السكان نظرا لتوافد الأندلسيين بعد سقوط غرناطة سنة 1492م، و مجيء الأتراك للإستقرار بها، إذ أن عامل الحماية و توفير المساكن دفع بالأتراك إلى بناء حي شديد التسلق و التركيب فوق القصبة العليا بدلا من القصبة الدنيا التي بناها "بلكين " سنة 950م، و بالتالي نلاحظ قصبتين في مدينة الجزائر، قصبة بلكين و قصبة عروج، أين كانت هذه القصبة مقر الدايين.
إقامة الأخيران في الجزائر في نهاية الوصاية للجزائر، و من الداي "علي خوجا" 1816م، حيث تم تعيين آخر داي للجزائر بعد موته و هو الداي حسين و الذي أقام بالقصبة حتى سقوطها سنة 1830م.
و عرفت بالنواة الأساسية أو الأم لمدينة الجزائر، فقد إحتوت على المعالم للمدينة الأساسية، المسجد و قصر الداي و السوق الكبير.
كما ينقسم المجال الحضري في ذلك العهد إلى قسمين يفصلان الحياة الداخلية عن الحياة العامة، فالحياة الداخلية حياة عائلية لها بعدان و هما المسكن و الحي، كما كانت المنطقة العليا (الجبل) تسكنها عائلات مغاربية، و هي أحياء سكنية بتجهيزات قليلة جدا حيث تدل تشكيلتها الداخلية على وجود العلاقات الجوارية و كذا علاقات القرابة بشكل أكبر بين السكان.
كما نلاحظ أن وظيفة الحي تقتصر على الدخول إلى داخل المساكن فقط أما المكان العام فيقع في المدينة المنخفضة في الجزء السفلي، و هو مجال التجارة و التبادل و مختلف الوظائف، و كان يحتوي هذا الجزء على قصر الجنينة، السوق الكبير، المساجد الكبرى للمدينة، أحياء القناصل، و منازل الرياس، و هذا الجزء ما يزال مركز المدينة الشعبي في الجزائر العاصمة.
و من الناحية المجالية يمكن تصنيف مجال الجزائر إلى أربع مجالات سكنية خاصة بالأحياء.
المجال الأول:
يمثل السكن الكثيف.
المجال الثاني:
يمثل المنطقة ذات النشاط الصناعي و الحرفي يقع عامة على المحيط، و عند كل باب من الأبواب لها نشاط متخصص كما توجد بعض المهن خارج المدينة.
المجال الثالث:
الذي يمثل النقطة المركزية و هي نواة النشاطات السياسية الإدارية و الدينية للجزائر العاصمة.
المجال الرابع:
يمثل منطقة المرسى، و هي التي ظلّت كثيفة النشاط طوال تاريخ الجزائر.
إحتوت الجزائر على طريق ذو وظيفة تجارية، هذا الأخير يوجد بالقصبة السفلى حيث تلتقي مختلف الوظائف و الطوائف المهنية يقطع هذه القصبة (السفلى) شريانان رئيسيان من الشمال إلى الجنوب و من الغرب إلى الشرق.
و بسبب ضيق المجال و ازدياد عدد السكان، بنيت مساكن على الطرقات مما يفسر وجود طرق مغطاة ببناء قببي و الطرق المسدودة، و عليه فقد كان باقي السكان لا يشاركون في إتخاذ القرارات المتعلقة بشؤون تسيير المدينة، الشيء الذي إستمر إلى فترة الإستعمار الفرنسي، و لكن بطرق و أنماط مختلفة.
كان تنظيم مدينة الجزائر ذو قاعدة عسكرية، حيث كانت السلطة بيد الأتراك، لكن نظامها الحضري كان ممتازا و نابعا من المجتمع نفسه، و عرف كيف يحافظ على هويته، الشيء الذي انعكس تماما على كل مجالات الحياة الإجتماعية و الإقتصادية و في المجال الحضري للمدينة و بنيتها الإجتماعية الداخلية و الخارجية و الذي زاد من تطوره و ازدهاره، فعرفت الجزائر آنذاك أرقى فترات إزدهارها و انتعاشها بفضل تنظيمها و نظامها الحضري، و كذلك بفضل تماسك بنيتها الإجتماعية، هذا التماسك الإجتماعي الذي انعكس أساسا على هيكلة بيوتها و مبانيها فهي تبدو من الخارج كمساكن متشابهة تهدف إلى الحفاظ على الحياة العائلية الخاصة التي تتوافق مع أخلاق و تقاليد البيئة التي يعيشها السكان.
كان منزل القصبة خلال تواجد الأتراك، يتكون من إثنان أو ثلاث مستويات، نجد عند المدخل السقيفة المبنية من الأحجار و الرخام و التي تمثل مكان إنتظار الزوار، و منها تدخل إلى وسط الدار المحاط بأروقة مقنطرة غوطية تحملها أعمدة تحوي على غرفة إستقبال و غرفة الأكل و غرفة المؤونة أو بيت العولة.
للطابق الأول و الطابق الثاني نفس مخطط الطابق الأرضي، الحجرات موزعة على المناطق الثلاث للمنزل تدعى هذه الحجرات في الطابق الأرضي "بيوت" أما في الطابق الأول فتدعى" غرف " و في الطابق الثالث تدعى "منازه" و الجزء الأعلى و الأخير نجد السطح، و هو مجال أنثوي تلتقي فيه النساء للتسلية، و تأمل منظر القصبة ككل و خليج الجزائر (la bai d’Alger).
كما أن معظم هذه المساكن إحتوت على "بئر" بها مياه صالحة للشرب و "جب" به مياه خاصة للتنظيف و الغسيل فقط.
و يجدر الذكر أن المنزل الحضري الجزائري إحتوى على ثلاث أنماط من الخلايا السكنية هي :
المنزل العلوي:
لا يحوي هذا النمط على وسط الدار، فهو منظم حول و ضيئة و بئر إدراج، و بإمكانه أن يدخل الضوء من المجال العام، و يعد هذا النمط ذو أبعاد صغيرة جدا، يتطور فوق محل تجاري أو يرتبط بتجهيز.
المنزل ذو الشباك:
منزل ذو أبعاد صغيرة تضم وسط الدار مغطى و مسيج، حيث يتغذى بالهواء و الضوء الذي يدخله الشباك و الذي هو عبارة عن حاجز مستطيل به مربعات صغيرة و مفتوحة.
المنزل المُبوب:
هو منزل ذا أبعاد مختلفة، صغيرة، متوسطة و كبيرة حتى بالنسبة للقصر، فهو منظم و يفتح حول وسط الدار و هو من 2 إلى 4 أبواب.
القصبة إبان الإحتلال الفرنسي
غّير الإستعمار الفرنسي النظام الحضري الذي كان سائدا آنذاك بشكل عنيف، متجاهلا بذلك كل الحضارة التي وجدها قائمة، و قد تم نهب ثروات القصبة و منازل الجزائر و طرد حكامها، كما عرف سكان الجزائر إنخفاضا ملحوظا، فقد كانوا في نهاية القرن السابع عشر حوالي 70.000 ساكن، و أصبحوا في سنة 1830 ما بين 30.000 إلى40.000 بسبب القصف الذي تعرضت له المدينة مما أدى إلى هروب السكان منها و هجرتهم إلى المناطق الداخلية و الآخرون إلى المشرق العربي، أين قام المستعمر بنزع الملكية و حجزها للسكان الذين بقوا في مدينة الجزائر، مما ساهم في تقلص حجمهم و زيادة الفقر و البؤس فأخل ذلك بالنظام الحضري، و أتلف الإقتصاد التقليدي بها و كان الهدف وراء كل هذا تفريغ مدينة الجزائر من ساكنيها ليتم ٱحتلالها بالشكل الذي يروه مناسبا لهم.
بعدما تعرضت المدينة لأعمال التهديم، كانت هناك بعض التدخلات للحفاظ على المدينة سنة 1860 « Gautier » الأصلية مثل تلك التي قام بها « Chassariau » و لأن تشييد الجزائر الحديثة و محركها الدائم قام على أساس المضاربة الشيء الذي لم يسمح بتجديد تلك النداءات و محاولة إنقاذ ما تبقى.
ظهرت إثر ذلك أول جمعية تهتم بالحفاظ على التراث سنة 1905 و هي جمعية « Société du vieil Alger » لكن كان ذلك متأخرا بالنسبة للجزء العام للمدينة، إذ تطورت المضاربة فكان الشراء، البيع، ثم التهديم و البناء، و تجدر الإشارة أن في كل مدن شمال إفريقيا، الجزائر هي الوحيدة التي تعرضت إلى أقصى الخسائر السوسيو إقتصادية، و شهدت تغيرات جذرية.
عرفت الإنتقال من المدينة التقليدية "Médina » إلى المدينة المستعمرة « Coloniale ".
بدأ البناء في الضواحي و أعالي مدينة الجزائر، التي توقفت مع الحرب العالمية الأولى، ثم تواصلت مع سنة 1923، و يمكن القول إن الفترة ما بين 1880م إلى 1930م، إنطلق بها تشييد الجزائر الحديثة، و التي شهدت ذات أهمية بالغة في تطور المدينة و هي "التمايز" المجالي الذي فرض عليها، و بدأ الإحساس بأزمة السكن في الجزائر سنة 1920 ثم، عرفت سنة 1921م إنشاء قرار ديوان سكنات نوع و تسيير (H.B.M) تهدف إلى بناء العمارات التي يسكنها الجزائريون. و أنشأت إدارة المصلحة العقارية بقرار رئاسي سنة 1932م.
و قد كان لهذه الأخيرة مشروع إعادة إسكان 2000 جزائري في مناخ فرنسا سنة 1934م.
" منزل الأهالي " و هو منزل ذو نمط حضري مبني بمواد إسترجاعية من القصبة، و بعد مظاهرت 1930م أنجز « Klaroo » كالأعمدة و الأقواس، و التي كان يزورها الناس كالمتحف و الآن تشغلها مصالح البلدية.
و كانت القصبة هي المكان الوحيد المستقبل لكل السكان الجزائريين القادمين إلى المدينة الإستعمارية الحديثة، فمجال القصبة العليا يقطنه سكان جزائريون مهمشون من الناحية السوسيو إقتصادية و غير مدمجون مجاليا، و إستمر هذا الوضع إلى غاية حرب التحرير أين أصبحت المركز السياسي الإقتصادي و الثقافي للسكان الجزائريين.
و رغم أنه كانت مهمشة في المدينة الإستعمارية الحديثة، إلا أنّ التلاحم و التعاضد الإجتماعي للجزائريين قد زاد من أهميتها في تكوين القرب الإجتماعي، علما أن المنزل كان يضم عدة عائلات، و كذلك طريقة بناء القصبة كانت تضمن إندماج المنزل داخل الحي في إطار مجتمع مسلم، و كل المنازل كانت مبنية على أساس الخصوصية الداخلية و الحماية.
القصبة بعد الإستقلال
بعد الصدمة و القطيعة التي أحدثها الإستعمار الفرنسي داخل القصبة من تشويه للنسيج الحضري و غيره، عرفت هذه الأخيرة صدمة أو قطيعة أخرى بعد الإستقلال مباشرة و التي لم تكن هذه المرة على الشكل الهندسي للمنازل، بل كان عبر التغيير في الفئات الإجتماعية القاطنة بها، حيث قام سكان القصبة بترك منازلهم و التوجه إلى المدينة الجديدة بحثا عن الرفاهية و التغيير أين توجهوا نحو ضواحي "باب الواد، باب عزون، و مصطفى باشا...."، و أجروا منازلهم لأكبر عدد ممكن من العائلات النازحة من الريف التي لا
تعرف أي شيء عن كيفية إستهلاك المجال و التعامل معه، أين تحول هذا الأخير من مركز حضري يوفر جميع متطلبات الرفاهية ويمثل أرقى معاني التحضر إلى حي مهمش محروم تقصده جميع الفئات النازحة و الفقيرة لإنخفاض سعر الإيجار به، و كذا لقربه من
مراكز العمل ، فأهملت صيانة المساكن بسبب الفقر و الغياب الجسدي للملاك اللذين لم تعد تهمهم مساكن القصبة إلا في جمع الإيجار.
وبدأ السكان الجدد إحضار عادات أخرى فبدأت الممارسات التقليدية المميزة للقصبة في الزوال، فغاب مصطلح" الدالة" الذي كان ينظم
وظائف كل العائلات بشكل متساوي و متناوب، لكن الآن عمت الفوضى و الأوساخ كل المساكن و أصبحت مسرحا للنزاعات و الخصومات و فقدت بذلك مكانتها كمركز حيوي لنشر و تلقين الثقافة الحضرية و الممارسات المدنية, و أصبحت تعبر عن مأوى للمتشردين و النازحين الذين تضاعفوا بشكل مخيف، فسجلت أرقاما قياسية من حيث الكثافة السكانية، فقد بلغت 1600 نسمة في الهكتار الواحد و وصلت إلى 2200 نسمة في الهكتار، مع العلم أن الحد الأقصى المقبول في مثل هذا الحي لا يتجاوز 900 نسمة في الهكتار الواحد.
هذا ما أدى إلى تهميش حي القصبة و فقدان مكانته كمركز إشعاع حضري لصالح المدينة الحديثة.
وما زاد الطين بلة هو إهمال السلطات العمومية لها،و قلة التدخلات لإنقاذ ما تبقى منها.
أضف إلى ذلك أزمة السكن الخانقة التي مست الجزائر العاصمة و ألقت بظلالها على القصبة أين أصبحت سطوح منازلها أراضي للبناء ، فانتشرت بها البيوت القصديرية و تحول المنظر الساحر لخليج الجزائر عبرها إلى منظر تشمئز له النفوس لكثرة القصدير
و إنتشار أكوام القاذورات عليها، و باتت تسمية القصبة مرادفا لكل أنواع الإنحرافات، الفقر، البطالة، اللاأمن، إنتشار الأوبئة و الأمراض .
eh oui c'est la plus belle epoque d'alger
ردحذف